افعال مدبرة وبتوقيتات مدروسة..؟؟ ام ماذا..؟؟!! 

 

نبيل موسى حنا

hanna.nabeel@yahoo.com

 

 

بغداد 21 تشرين الاول 2008

 

 

  قبل شهر او اكثر منه بقليل كنا نتابع تفاعلات حدث إلغاء المادة (50) من قانون انتخابات مجالس محافظات العراق وما آلت اليه الاوضاع من مستنكر ومؤيد لقرار الالغاء... بالمحصلة النهائية المتضررون من القرار هم الاقليات الدينية في العراق ولا اقول فقط المسيحيين منهم، لانه وجود مثل هذه المادة في قانون الانتخابات ستكون بداية خطوة او مرحلة مقطوعة وحافز لضمان حقوق باقي الاقليات في الحصول على مثل هذه الخطوات في المستقبل وان الغاءها من اقلية مهما كانت هذه الاقلية سيعيد تحرك هذه الاقليات للحصول على ضمانات لحقوقهم الى المربع الاول.

 

  سمعنا من أيد الغاء المادة من قانون الانتخاب كونها مؤشر على الطائفية وبأننا نريد عراقاً خالياً من هكذا مسميات... والكلام جميل وينزل كالماء البارد على قلوبنا ولكن... هل ان الاقليات هي التي ادخلت مرادفة الطائفية وهي التي حفزتها واعطتها هذا الزخم في العراق الجديد..؟؟!! سؤال يحتاج الى اكثر من دراسة والى جواب محدد... لماذا يطلب من الاقليات عدم التعامل بمثل هكذا مسميات وان تتناسى حقوقها والتي لا تطالب الا بالأدنى منها حفاظاً على تماسك الصف العراقي، بينما التكتلات السياسية التي بيدها زمام الامور في البلد والتي لها تاثير مباشر على مجريات الاحداث مبنية من عمق اساسها على الطائفية وحتى لو كانت بأسماء توحي بغير ذلك وهي اذا تكلمت او انتخبت او تحركت فسيكون تحركها مبني وموجه طائفياً وللطائفية؟.

 

  خفت الحديث حاليا عن هذه المادة الملغاة وعن امكانية اعادتها او الغاءها نهائياً من قانون الانتخابات، كون المواطن التهى بمصيبة اكبر وهي الاحداث الاخيرة للعوائل المسيحية (الاقليات) وما تبعها من تهجير قسري او خوفا من مصيبة اكبر، كون معظم هذه العوائل مسالمة وتريد ان تسلم بريشها بعد ان فقدت القفص الذي تسكنه. هنا اتوقف عند هذه الحادثة ولا اريد ان اوجه الاتهام لأي جهة بدون وقائع وثوابت راسخة، كون وجود اكثر من جهة وبسذاجة مستفيدة من هذه الحالة. لكن احب ان اسأل هل ان ماحدث هو مدبر وبتوقيت مناسب كي يغطي على طلب التعديل واعادة المادة (50) لقانون الانتخابات..؟؟؟!! هل هو تساؤل مشروع؟؟؟  وهل ينطبق المثل (من يشوف الموت يرضى بالصخونة...)على هذه الحالة.

 

  اتمنى على سياسينا ومن لهم قدرة في التأثير على هذه القرارت ان يستمروا في محاولاتهم وجهودهم وان يستفادوا من زخم المظاهرات والاحتجاجت التي ظهرت على الساحة حتى من جهات الاكثرية والمساندة لموقفنا وليس فقط الاقليات. خوفنا من ان تبرد القضية وتُمَوّع وتظل العوائل تنتظر العودة الى ما لا نهاية... اليست نكبة فلسطين بدأت بمثل هكذا مشهد؟؟

 

  بالتأكيد لو كنا بصوت واحد لكانت كلمتنا مسموعة اكثر ولكان تأثيرنا ادق وافضل، ولا اقصد طائفة محددة بالذات بل اقصد كل طوائف الاقليات في العراق، كون ضعف اية جهة منهم ستعني ضعف للجميع وبالنهاية ضعف في نسيج المجتمع العراقي وسيكون المتضرر الاخير هم العراقييين والعراق.

 

 

                                                                                             نبيل موسى حنا

                                                                                    بغداد 21 تشرين الاول 2008