حديث الروح  

بنت السريان سعاد البناء

souadissa2@yahoo.com

 6 آذار 2009

  بيدي فنجان القهوة، دنوت بقرب نافذة غرفتي امتع ناظري باروع لوحة رسمتها يد فنان عبقري لامع سحرني المنظر ذاك تركت فنجان القهوة على عتبة النافذة ورحت بعيدا مسبحة الله يا لروعة المنظر الخلاب، وسط ليل ارخى سدوله ليكشف عن سحر الكون وجماله رباه.... رباه.... رباه، ما الذي اراه ترى.. أأُخاطب السماء ام اركع خاشعة امام رب السماء؟ أهو عرس سمائيٌ وسط ظلام الليل؟ أم انها نعمة من نعم الله التي اغدقها علينا كي نسعد بجمال الليل هذا فلا نغبنه حقٌٌه؟ ما اجملك يا ليل في حلتك هذه فقد زينك الله كعروس في يوم زفافها.


  تربع القمر واستوى على عرشه مكللا بهالة وكأني به ملك والحاشية تحوم حوله خاضعة لسلطانه، ونجوم تتراقص فرحة بالعرس والعريس بطلعته البهية نوره ارسل خيوط ذهبية زينت السماء فبدت النجوم لاليء مرصوفة تسحر الالباب، فاين لي من شاعر ملهم يترجم ما تراه عيناي او بأديب وكاتب ينثرمن عبقريته ما يطفيء غليلي من سحر ماخلقه الله! تداخلت الافكار والتساؤلات في نفسي إن كان هذا ما اعده الله لعبيده في الارض ترى مالذي اعده لمؤمنيه في السماء؟ ما لم تره عين ولم يعقله عقل انسان او تسمع به اذن...


  ما اعظمك يا رب الجنود اي لوحة هذه قد اعددت في كبد السماء؟ لوحة تخلب الالباب قد رسمت ايها القدوس، وتسحر الانظار ايها الفنان الرائع. إن اية ريشة تعجز عن محاكاة هذه لا بل إني اسمع من بعيد وقع عزف ملائكيٍ شجو صوتها يشنف اذاني من يدري لعلي لست في هذا العالم بل في عالم ثاني في ليل قد حوله الله بنوره الى اروع قاعة اعدَت مملوءة برائحة بخور القناديل المعلقة في سماء الليل الهادىء، وهفهفة نسيم عليل منعش يريحك من اتعابك فتسبح كطائر سعيد يحلق حول العرس السمائي هذا. يحملك الى حيث ثجثو على ركبتيك خشوعا لخالق الكون وتذرف دموع الفرح عربون الحب الالهي الذي خلق الكون لاجلك كي تسعد...


  انت في كل هذا ,كم انت عزيز في عيني الرب يا هذا؟؟!!


  لم أع ِ كم من الساعات امضيت في غيبوبتي هذه وانا مسمرة بالقرب من نافذة غرفتي,شاخصة الى السماء وقد اجتاحت دواخلي حرارة خلتها حرقت انفاسي من يدري لعلي كنت في عالم ثان في حديث مع الروح ليس بعده حديث ثاني.


  لقد كنت في حلم جميل يا ليتني لم افق منه ولم إعاني ففي الليل تصمت الالسن فتتكلم الجراح، تسكن الاجسام لتتكلم الانفس وتتالم وماذا عن اوتار القلب ؟تدندن للنفس فتبث شجون مدفونة في الاعملق بايقاع حزين تعبر عنه دموع ساخنة تجرح الخدين.

  كان حلمي جميلا اسعدت فيه لكن ايقظني منه نعي الة ناي قادمة من بعيد وكم احب شجي الناي انا، فسكنت نفسي وكأن على راسي الطير انصت لسماع نفسه الطويل لعله ينحب لفراق حبيب، او يرجو خل بعيد فيبكي وحدة مريرة، وقد تكون خدمة مجانية لكل من يسمع فكل يعزف على وتره وكل ينشد ليلاه.

 

  وقع صوت الناي ذاك زاد في سكون الليل تناغما كي ينفرد بروعته فيهدهد لطفل يعالج النوم او لعليل يصارع ساعات الليل البطيئة، من يدري قد يكون دواء لكل علَة. الذي احسسته لم يكن عزف بشري لقد ملأ كل كياني وانا اسائل الرب ان يدوم العزف هذا كي انعم بنوم هانيءٍ...

 

  استلقيت على سريري والحان الناي تتوغل اعماقي فهي تدخل دون استئذان....

 

  بعدها لا ادري ما حصل...

 لاني افقت صباحا وفي محجري عيني بعض من دمعات...

 ذكرتني بما كان من امسي ولا زال فنجان القهوة يشهد في نافذة غرفتي... إني لم احتسيه.

 


 

-------------------------------------

---------------------------