ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

كتابات وخواطر دينية

 

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

قصتي مع الزمن... 

بنت السريان سعاد البناء

souadissa2@yahoo.com

 

                                                                                                               العودة للصفحة السابقة

 12 آيــار 2009

     صهرتني متاعب الحياة وعذابات نفسي مدفونة في أعماقي، فعلى ضوء الشموع نسجت مقالاتي ومن شريان الامي صغت كلماتي وضلوعي تضيق بصدري فتهطل دموعي متناغمة مع ذوبان شموعي ,تحترق شمعتي  وانا قبالتها تحترق دواخلي في صحراء غربتي,سلوتي أناجي القمر ليلا وأبث النجوم همومي حين تغطيني أمواج حزني...


    ففي صمت الليل تطيب لي خلوتي مع أطياف ذاكرتي، فوق متن وعود صادقة استمد منها قوتي كي اكمل مسيرة رحلتي، دأبي في الحياة أُحاجج ربي بوعوده، لذا منطقت حقويَّ ورفعت ناظريَّ إلى الجبال من حيث  تأتي منه نصرتي
(مز 121 :1)  أنشُد له لحن ضعفاتي، و بين أحضان الليل أُصّلي دون عناء وقلبي يعزف لحن حب ملأ كل كياني معلناً حبه السرمدي لالهي....
 

    رفيق دربي ومضيء سراجي لم يتركني ولم يهملني، معي كان ولا زال في يقظتي وفي حلمي، يمينه تعضدني ومن الشبكة يخرج رجلي، مرارا كثيرة ضايقوني أعدائي(مزمور 129)، تقاولوا علي شراً وأذىً ضمروا لي والرب خلّصني ومن فم الاسد أخرجني، وأبليس بشدّة حاربني متفنناً باسلحة الحربِ، كاد ت تزلّ قدماي لكن الرب ثبتني وبصخرة الايمان سندني...


    في غمار أمواج بحر الدنيا كُسِر مجذاف قاربي، فتقاذفته موجات البحر بعيداً، تطلعتٌ الى السماء وبي من الأحزان ما يدُكُّ جبالا، لا أستطيع نطق الكلمة، الغصّة تخنقني بما تجيش به نفسي في كوامن صدري، فلا أقوى على البوح بها، لذا أغوص في بحر من الدموع  وأنحب كمن يعالج سكرات الموت  بصمت موجع...


    ومن ضعفي صرخت لربي  في يوم لن تنساه مخيلتي، عاتبت ربّي فيه ترى ما العمل فأنا غير قادرة على  تحمل عبء هذه المسؤولية، وما الحكمة المرجوة من هذه التجربة القاسية في خضم حياةٍ تتصارع فيها القوى الكبرى، والبشرية تئــنّ تحت وطأة المتناقضات الدنيويــة ومفارقات الحياة المتعبة، وكأننا في غابة تتنازع وحوشها على البقاء والغلبة للاقوى!!.

     وفي غمرة صراعات الافكار المتضاربة، غفوت مرهقة وجدتني في سفينة كبيرة بصحبة أفراد عائلتي جالسين عند مؤخرة السفينة يعلونا حائط مائي كدر تتلاطم في جوفه الاوساخ يناطح السحاب، وعن يميني نهر ماء عذب تلوح الاسماك سابحة بحرية لصفائه ونقائه، تمخر عبابه سفينتي بكل هدوء وأمان، تساءلت ُ بداخلي من ذا الذي يقود سفينتنا وبلا مجذاف؟ إني لا أرى أحداً، وكيف ان الحائط المائي لا يقلب علينا ويغمر سفينتنا؟، وعلى التفاتة مني  يا سبحان الله ما نظرته عيناي!!!!


    هناك في الجهة المقابة وفي مقدمة السفينة جالس رجل ضخم البنية يسطع النور مشعا محيطاً به، مبتسما تطفح سعادة غير عادية على محياه، بادرني قائلا لا تخافي انا من يقود سفينتكم، فقط إبقوا متمسّكين بايمانكم، وحافظوا على ثباتكم في المسيح، إني معكم لا تخافوا....


    أفقت من غفوتي وقد تملكتني سعادة لا توصف، وقوة أطفأت معالم كل خوف عندي، وكأني بُعثت من جديد، إستسلمت للنوم وكلّي ثقة إن من رأيته في حلمي هو معي في بيتي، إني أُحسُّ بوجوده أشعُر أنَّ شخصا روحانياً غير مرئياً يشاركنا الدار، قلتُ ما دام الله معي انا لا أخاف، واستمرت حياتي وأفراد عائلتي مكللة بسلام داخلي ومسيرة مفعمة بالايمان ومتواصلة بارشاد الرب، بعد ان فقدنا رب الاسرة في حادث مريع في العراق، كان الرب يقودنا بموكب نصرته كل حين، متحدّين المصاعب والضيقات، ذهبنا ليسوع ملقين كل همومنا واثقالنا عنده، حملها عنا وسار معنا حتى أوصلنا للسويد بطريقة معجزية، ألميناء الآمن الذي استقرينا فيه، له كل الشكر والمجد والقوة عضدنا بيمينه وأحاطنا برعايته، وها نحن ثابتين به إلى الابد نعترف بما صنعه معنا ونقدم له المجد والشكر والعرفان بالجميل، عليه اتكالنا فقد قال لنا: ها أنا معكم حتى اقضاء الدهر...... آمين .

 

 

-------------------------------------

---------------------------

 

أعلى الصفحة

العودة للصفحة السابقة