ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الاخرى

كتابات عامة

 

اتصلوا بنا

أرشيف الأخبار

مجلة آفاق مندائية

مجلة صدى النهرين

رئاسة الديوان

من نحن

الرئيسية

 

 

الكنيســة الشهيــدة

عبدالله النوفلي

                                                                                                                                                           

 2 تشرين الثاني 2010

 

الكنيـسة الشهيـــدة

 

لم يكن ما حدث عصر يوم 31/10/2010 حادثاً ارهابياً عادياً كغيره من الحوادث كونه احدث نقلة نوعية في الهجمات وافرز من خلاله شهداء لم تعطها كنيسة العراق طوال سنوات سادت فيها الفوضى والدمار والقتل والتفجيرات كان فيها المسيحيون طرفاً مستهدفاً من قبل الاشرار، والكنيسة التي تحمل اسم (سيدة النجاة) لم تحقق النجاة لمن لاذ فيها قاصداً الصلاة والتضرع الى الله سبحانه وتعالى ان يعم الخير والسلام للجميع وللوطن ايضاً وخصوصاً ان القداسات التي تقام يقال في الصلاة الاستهلالية فيها انشودة الملائكة للرعاة عندما بشروهم بولادة المخلص يسوع المسيح حيث قالوا: (المجد لله في العلا وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر) فما ينشده المصلون المسيحيون اياً كان مذهبهم او طائفتهم هو تحقيق السلام في الارض والعمل الجاد في روحية متقدة بالامل بأن يكون بني البشر في القادم من حياتهم احسن مما هم عليهم في لحظتهم الحاضرة.

 

    ولم نجد في كل الكتب السماوية ما يشير الى شرعية استباحة بيوت الله وجعل فنائها ساحة للحرب ينتشر فيها الموت والقتل والدمار وتتناثر فيها الاشلاء ويغطي الدم كل الارجاء وحتى الحيوانات عندما تقع الضحية امامها ولا تقاوم فأنها تقف عن الاعتداء وتبتعد عن الفريسة، لكن الاشرار امعنوا في القتل والتدمير ليس لكون المغدورين يستحقون العقاب بل لان روحهم تريد الحاق اكبر اذى بالضحايا واصبح الاشرار يمتازون بالسادية المفرطة من اي تفكير عقلاني ايجابي وحتى التفكير بالكلمات التي يطلقونها ومدى مطابقتها مع الشريعة التي يدّعون الانتماء اليها، ان الله سيبقى الاكبر وهذا ماتقره كل الشرائع ومنها المسيحية فكيف يكون من آمن بالله ورسوله (المسيح) وفي اليوم الآخر ويصوم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر... كيف يكون هذا كافراً ومكانه النار كما روى بعض من نجا من الحادث نقلاً عن قول القتلة؟، ان الفقهاء يقولون ان المسلم كل من سلم الناس من يده ولسانه فأين هؤلاء من هذا وهل حققوا هدف الرسالة التي يدعون انهم ينتمون اليها؟ والمسلم ايضاً كل من اسلم نفسه الى الله وهذا ما كان عليه الضحايا وقت الحادث لانهم كانوا في حضرة الله مسلّمين انفسهم كلياً له مرددين مع مريم العذراء: (ها أنذا أمة الرب فليكن لي كقولك فهل مثل هؤلاء يستحقون القتل؟ ويضيف الفقهاء ايضاً: ان من يطبق تعاليم عيسى فهو مسلم على طريقه عيسى وهكذا لموسى وغيرهم من الانبياء الذين يعترف بهم القرآن الكريم.

    ألم يسمع الاشرار ان قتل نفس بغير ذنب يعتبرها الله انه كمن يقتل الناس اجمعين، فهل من قام بهذا العمل يتوقع مكافأة الله لفعله؟ هل اصبح الدم البرئ مستباحاً هكذا والشيطان يسرح ويمرح في كل مكان وملائكة السماء قد انزوت جانباً ولا تتدخل ربما لاننا ابتعدنا عن الشرائع السماوية واصبحنا نهتم بمصالحنا الشخصية اكثر من اهتمامنا بما لله تعالى.

    من كل هذا علينا ايضاً ان نسأل اين حامي العراقيين مما يحدث اليس الدستور يلزم الحكومة ان توفر الحماية والامن وتطبيق القانون بعدالة للجميع، لكن بكل تأكيد لابد ان تحدث الاختراقات لكن تبقى التساؤلات مشروعة: كيف وصل كل هذا الكم الكبير من ادوات الدمار رغم السيطرات واجهزة كشف المتفجرات وغيرها من التدابير الامنية. وبالمقابل نجد ان الجهاز والموجود سلاح بسيط في السيارة يؤشر ويتم ايقاف العجلة والتحقق من مصدر السلاح والغاية من وجوده!! وايضاً نجد تدابير امنية استثنائية عند اقامة صلاة الجمعة في الجوامع والحسينيات لكن عند دور عبادة المسيحيين نجد اجراءات بسيطة وحتى الحراسات المتيسرة لها ليست بالمستوى المطلوب من التدريب والعدد والكفاءة.

    والمراقب يتساءل اليوم كيف سيكون عليه مستقبل المسيحيين في بلدهم بعد هذا خاصةً وانهم كانوا يرحلون قبلهُ بكثافة وحتى الحضور لممارسة الشعائر الدينية لم يكن بالمستوى المطلوب نتيجة الخوف من المجهول الذي حصل في الكنيسة الشهيدة يوم 31/10/2010 فلو كانت الامور طبيعية لكان الحضور بالمئآت وربما يصل اكثر من 500 شخص عندها علينا ان نتصور كم كانت المأساة كبيرة لو حدثت لا قدر الله بهذا الجمع الكبير، اليوم نستطيع الجزم ان المسيحية اصبحت في خطر حقيقي والحادث سيعجل من افراغ العراق من مسيحييه والذي لو حدث سيكون خسارة كبيرة ليس للمسيحيين فقط وانما للعراق ايضاً.

 

    فهل سنلمس اجراءات عملية كي لا يتحقق هذا السيناريو؟

    الامر متروك لمن بيده القرار.

 

 

 

                                                    عبدالله النوفلي

 

 

أعلى الصفحة

  العودة للصفحة السابقة